[الحكم على من مات على الكفـ'ـر بالنّار عَينًا]
قال تعالى:
﴿وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادࣰا لِّیُضِلَّ عَن سَبِیلِهِۦۚ قُلۡ تَمَتَّعۡ بِكُفۡرِكَ قَلِیلًا إِنَّكَ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلنَّارِ﴾
قال البغوي:
﴿قل﴾ لهذا الكافر: ﴿تمتع بكفرك قليلا﴾ في الدنيا إلى أجلك، ﴿إنك من أصحاب النار﴾ قيل: نزلت في عتبة بن ربيعة، وقال مقاتل: نزلت في أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي. وقيل: عام في كل كافر.
[حكم عمر بن الخطاب على نصراني بالنار إن مات على دينه]
وروى عبدالزراق في [تفسيره] عن أبي عمران الجوني أن عمر بن الخطاب -رضيَ اللَّه عنه- مَرَّ براهب , فوقف فنودي الراهب , فقيل له: هذا أمير المؤمنين , قال: فَاطَّلَعَ , فإذا إنسان به من الضُّرِّ والاجتهاد وترك الدنيا , فلما رآه عمر بكى فقيل له: إنه نصراني , فقال: " قد علمت ولكني رَحِمْتُهُ ذكرت قول الله {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} , فرَحِمتُ نصبه واجتهاده , وهو في النار".
[حكم عبادة بن الصامت على ابنه بالنار إن مات ولم يؤمن بالقَدَر]
روى الإمام أحمد في [مسنده] عن الوليد بن عبادة أنه دخل على عبادة، وهو مريض أتخايل فيه الموت فقلت: يا أبتاه أوصني واجتهد لي. فقال: أجلسوني. فلما أجلسوه قال: يا بني إنك لن تَطعَمَ طَعمَ الإيمان، ولن تبلغ حق حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره قال: قلت: يا أبتاه وكيف لي أن أعلم ما خير القدر من شره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك. يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول ما خلق الله القلم، ثم قال: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة " يا بني إن مِتَّ ولستَ على ذلك دخلتَ النار".
[حكم أبو بكر الصديق -رضيَ اللَّه عنه- بل هذا إجماعٌ من الصحابة على من مات من المرتدين أنه في النار]
روى ابن أبي شيبة عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بعد قتال الصحابة للمرتدين قال فلما ظفر بمن ظفر به منهم -أي: أبو بكر- قال: اختاروا بين خطتين: إما حَربٌ مُجَلِّيَةٌ، وإِمَّا الخُطَّةُ المُخزِيَةُ، قالوا: هذه الحرب المجلية قد عرفناها , فما الخطة المخزية؟ قال: تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة وعلى قتلاكم أنهم في النار , ففعلوا.
[وحكم عبد الرحمن بن خبيب -رضيَ اللَّه عنه- على والِدِ زوجته بالنّار]
روى الإمام أحمد في [مسنده] والخلال في [جامعه] عن خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب، عن أبيه: أتيتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يريد غزوًا، أنا ورجل من قومي، ولم نُسلِم فقلنا: إنا نستحي أن يَشهَد قومنا مشهدًا لا نشهده معهم.
قال -أي: النبي ﷺ: وَأَسلَمتُمَا؟ قلنا: لا.
قال: «فإذا لا نستعين بالمشركين على المشركين» .
قال: فأسلمنا وشهدنا معه، فقتلتُ رجلاً وضربني ضربة، فتزوجتُ ابنته بعد ذلك، فكانت تقول: لَا عَدِمتَ رَجُلًا وَشَّحَكَ هَذَا الوِشَاحَ، فَأَقُولُ: لَا عَدِمتِ رَجُلًا عَجَّلَ أَبَاكِ النَّارَ.
وقال الخلال في كتابه [السنة] سَمعتُ أبا عبد اللَّه يقول:
«مَلَأ اللَّهُ قَبرَ المِرِّيسِيِّ نَارًا»