شاهد المقطع 👆
لدينا أنَّ الرحمة تُعرّف بأنّهَا الرّقّة والعطف والرأفة، وأنّ الله رحمته وسعت كل شيء، كما في الآية ﴿ورحمتي وسعت كل شيء﴾ {الأعراف:156}.
وبما أنّ الطبيعة تُوجد فِيهَا أفعال عنيفة، فهذه الأفعال تتنافى مع الرحمة، كتمزيق الأسود للخنزير البرِّي، وبما أنّ هُنَاك ألم ومعاناة ناتجة عن التمزيق فهذا الأمر يتعارض مع مفهوم الرقة والعطف والرأفة.
وبما أنّ الله هو خالق كل شيء، بما في ذلك الحيوانات المفترسة وغرائزها.
فالنتيجة التي نصل إليها أنه يوجد تعارض واضح بين هذه الرحمة عند الله وبين وجود الافتراس والعنف في الطَّبيعة.
توضيح عام :
فالله إما أن يكون في ذاته فاقدا لفعل اللّارحمة ﴿1﴾ وهو نقيض الرحمة، وإما أنه ليس فاقدا لها ﴿2﴾.
فالأول باطل لأنّ مفهوم الرحمة لكي نفهمه لا بد من معرفة نقيضه وهو اللارحمة، وهذه اللارحمة هي ما نجدها في الطبيعة كـالظّلم، والحروب، والكوارث الطبيعية، وحيوانات تأكل بعضها، والأوبئة، والسّموم، وإبليس ﴿منظور إسلامي﴾ )
وفي الثّاني لا يمتنع في حقه فعل اللَارحمة، وهذا يتعارض مع كمال الله.
فإن كان وجوب امتناع فعل اللارحمة في حقه، فهذا سيجعل كل ما يُقام في عالم الخلق خير ورحمة، حتى إبليس، والحروب، والكوارث ...